عمل
المستقبلات الحسية المنعكسة في الإطالة (PNF):
د/ أحمد طلحة حسام الدين
د/ أحمد طلحة حسام الدين
صممت العديد من أساليب العلاج الطبيعي وإعادة المواءمة والتأهيل
على أساس عمل هذا النظام العصبي في جسم الإنسان، وحديثا بدأ العاملون في مجال التدريب
تناول أسس التركيب العصبي لهذه المستقبلات في تنمية عناصر اللياقة البدنية ومنها
الإطالة أو المرونة.
الأسس الفسيولوجية
لعمل المستقبلات الحسية:
يعتمد العمل العضلي على عدد من الميكانىزمات العصبية
ومنها المستقبلات الحسية، ولهذه المستقبلات خصائص مميزة يمكن تلخيص أهـمها في:
الاثارة Facilitation والكبح Inhibition والمقاومة Assistance والإشعاعية أو الانتشارIrradiation والحث Induction
والانعكاسات أو الأفعال المنعكسة Reflexes.
وتعمل
المستقبلات الحسية على زيادة قابلية النيورون للاستثارة وذلك من خلال تقليل حد
الاستثارة للنيورون بحيث تصبح استجابته أسرع لأي مثير مهما كانت شدته وتجنيد وحدات
حركية أكثر.
ومن ناحية أخرى فإن عمليات الكف أو الكبح تعمل على تقليل
قابلية النيورنات للاستثارة وذلك من خلال رفع حد الاستثارة. وعلى الرغم من أن كلا الوظيفتين
السابقتين هي وظائف متضادة إلا أنه لا يمكن الفصل بينهما في عمل المستقبلات الحسية.
فالأسلوب الذي يستخدم في زيادة الإثارة في العضلات المحركة الأساسية يجب أن يعمل على
زيادة الكبح للعضلات المضادة.
وترتبط كل من الإثارة والكبح بمقاومة العضلة، والتي بها
الانقباض العضلي. حيث تعرف أقصى مقاومة بأنها أكبر قيمة للمقاومة والتي يمكن أن
تؤدى إلى انقباض عضلي بالتطويل يسمح بأقصى مدى حركي للمفصل، وترتبط هذه المقاومة بالسيطرة
على إشعاعية الاستثارة ودوام تأثيرها بحيث يمكن السيطرة على نوع الحركة المؤاده،
وهذه الإشعاعية يمكن تعريفها بأنها عملية توزيع الاستثارة العصبية في الجهاز العصبي
المركزي والتي تسبب الانقباض التعاوني للعضلات.
وتتمثل أهمية الاستعانة بنظام عمل المستقبلات الحسية أيضا
في استغلال الأفعال العصبية المنعكسة الناتجة عن الإطالة. فهذه الأفعال تتم عن طريق
كل من المغازل العضلية التي تستجيب إلى التغير في طول العضلة. ومعدل هذا التغير،
بالإضافة إلى وتر جولجي والتي تساهم في زيادة توتر العضلة. وتلعب المستقبلات دوراً
كبيرا في استرخاء العضلة تحت ظروف معينة.
فعندما يتبع الانقباض الايزومترى لأي عضلة عملية إطالة خفيفة
فإن ذلك يؤدى إلى فعالية عمليات الكبح داخل العضلة، وذلك من خلال العمل على نيورونات
العضلة المسماة «الفا» والمسئولة عن ارتخاء العضلة، وبمعنى أخر يمكن القول أن عملية
إطالة العضلة تساعد إلى حد كبير في تنبيه العضلة للاسترخاء ويفترض أن أعضاء وتر جولجى
هي مسئولة عن ذلك.
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن أعضاء وتر جولجى
حساسة في كلا اتجاهي الإطالة والانقباض فعندما تنقبض العضلات انقباضاً ايزومتريا (ثابت)
فإن التوتر المركب يؤدى إلى ظهور أفعال منعكسة تساعد على ارتخاء هذه الأعضاء.
ومن التفسيرات الأخرى لهذه الظاهرة، وهي أن الانقباض الايزومترى
وما يصاحبه من زيادة في استجابة مغزل العضلة للاستطالة، يقلل من معدل توارد
الومضات العصبية لهذه المستقبلات وبالتالي يزيد المدى الحركي للمفصل من خلال تقليل
المقاومة للاستطالة.
هذا بالإضافة إلى أنه عند عمل العضلات المحركة في
الانقباض الثابت تعمل المستقبلات على الكبح أو كف العضلات المضادة (المعنية
بالإطالة) وبالتالي تخفيض توترها. أي أن الومضات العصبية الواردة للعضلات المحركة يصحبها
زيادة توتر هذه العضلات وفى نفس الوقت كبح التوتر للعضلات المضادة.
ويمثل الاعتماد على عمل المستقبلات الحسية المنعكسة أهمية
كبيرة في تدريبات المرونة ولإطالة فبالإضافة إلى ما تحقيقه من درجات ثبات عالية في
المفاصل، فهي ترفع توافق العمل العضلي للمجموعات العضلية العاملة عليه.
هذا بالإضافة إلى أن كفاءة هذه المستقبلات تساعد على تسهيل
حركة المفصل في أقصى مدى له خاصة خلال التدريبات التي تعتمد على الإطالة السالبة.
كما أن الانقباض العضلي للعضلات المحركة يساعد على تقليل فعل الإطالة على هذه المستقبلات.
فقد يلاحظ المدرب ارتفاع مستوى لاعبيه في أدائهم الذي يتطلب
تضافر مجموعة من العناصر البدنية كالقوة والسرعة والتوافق، بعد انتظامهم في برنامج
تدريبي للمرونة والإطالة، دون تعرضهم لأى برنامج يهدف إلى تنمية هذه الصفات.
وهذا الأمر يعتبر من الأمور المنطيقة التي يحققها أي
برنامج للمرونة والإطالة موضوع على أسس علمية فالمسألة لا تخرج عن كونها ارتباطا
مباشراً بين نمو المرونة والإطالة بإعادة توظيف هذه العناصر البدنية توظيفا أكثر واقعية
لصالح الأداء المعنى.
تابعونا في المقال القادم للتعرف علي أنواع تدريبات PNF
تابعونا في المقال القادم للتعرف علي أنواع تدريبات PNF
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق